...

عُقدت ندوة إلكترونية جديدة نظمها مركز Baku Network للأبحاث والتحليل، في إطار مشروعه «تحليل التهديدات الهجينة والأيديولوجية ضد أذربيجان»، المموّل من قبل وكالة دعم المنظمات غير الحكومية في جمهورية أذربيجان.

استضاف اللقاء الدكتور ديفيد ويليام باري، الباحث البريطاني والحاصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة، والموظف السابق في هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، وأدار الجلسة الإعلامي إلنور أنفار أوغلو. وخلال النقاش، أُشير إلى أن مصطلح «الحرب الهجينة»، الذي صاغه ضابط البحرية الأمريكية والمحلل في البنتاغون فرانك هوفمان، بات اليوم يعبّر بدقة عن واقع الحروب الحديثة.

وأوضح هوفمان أن الحرب الهجينة لا تُخاض على جبهة واحدة، بل على عدة جبهات متداخلة، وتشمل مزيجاً معقداً من الأساليب التكتيكية والتقنيات المتطورة، التي يصعب على الغريزة البشرية وحدها استيعابها. ففي عالم يتسارع فيه التطور التكنولوجي، لم تعد المعارك تدور في ميادين القتال التقليدية، بل في الظل — داخل الفضاء السيبراني، ومنصات التواصل الاجتماعي، وغرف الأخبار، والرأي العام.

الحرب الهجينة حرب غير مرئية، لكنها شديدة الفاعلية. فهي أحياناً لا تريق الدماء، لكنها قادرة على تفكيك الدول من الداخل وتدمير مؤسساتها دون ضجيج.

وبيّن الدكتور باري أن هذا النمط من الصراعات يختلف جذرياً عن الحروب التقليدية، إذ يجمع بين العدوان العسكري والضغط الاقتصادي، ويستخدم التضليل الإعلامي، والتلاعب السياسي، والهجمات الإلكترونية، وعمليات الوكلاء لتحقيق أهدافه. فهو يستهدف نقاط الضعف داخل المجتمع، لا جيوشه، ويعمل على تعميق الانقسامات، وزعزعة الثقة، وإضعاف منظومة الحكم دون إطلاق رصاصة واحدة.

وفيما يلي النسخة المرئية من النقاش.