انعقد في مركز “Baku Network” التحليلي لقاء جديد في إطار مشروع “تحليل التهديدات الهجينة والإيديولوجية ضد أذربيجان”، الذي يُنفَّذ بدعم مالي من وكالة دعم الدولة للمنظمات غير الحكومية في جمهورية أذربيجان.
منصة فكرية لمناقشة التهديدات الإيديولوجية والإعلامية
شارك في اللقاء عدد من القيادات والخبراء في مركز “Baku Network”، وأدار الجلسة نائب مدير وكالة الأنباء الدولية “Trend” ومدير مشروع المركز، ساهل كريملِي، الذي شدّد في كلمته على أنّ “التهديدات الهجينة والإيديولوجية الموجَّهة ضد أذربيجان ليست ظاهرة جديدة، بل امتدادٌ لسلوكٍ عدائي طالما اتخذ أشكالًا مختلفة منذ عقود”.
وأوضح كريملِي أنّ هذه التهديدات “تستهدف تقويض صورة أذربيجان على الساحة الدولية والإضرار بسمعتها المتصاعدة، لأنها تتبع سياسة مستقلة تقوم على المصالح الوطنية والسيادة الكاملة، ولم ترضخ يومًا للضغوط الخارجية، بل واجهتها بسياسة هجومية فاعلة”. وأضاف: “علينا كمجتمع أن نبقى يقظين أمام هذه المحاولات وأن نحصّن وعينا الوطني”.
الحرب الإعلامية وسلاح المعلومات
من جانبه، أشار الباحث في مركز الدراسات الاجتماعية والخبير السياسي إلياس حسينوف إلى أنّ “الحملات الممنهجة ضد أذربيجان تحتاج إلى تفكيك علمي ونظري، وإلى فضح أدواتها أمام الرأي العام”.
وقال: “في القرن الحادي والعشرين، من يملك المعلومة يملك القوة والتأثير. أما من يعيش في عزلة معلوماتية، فيصبح رهينة للآخرين. ولذلك من الضروري تحصين المجتمع الأذربيجاني ضد التضليل المعلوماتي، خصوصًا في ظل الموقع الجغرافي الحساس الذي تحتله بلادنا”.
استهداف الشباب ومحاولات اختراق القيم الوطنية
بدورها، شدّدت المحللة السياسية وأستاذة جامعة باكو، أيتن قربانوفا، على أنّ “الجهات المعادية حاولت خلال الحرب وبعدها استهداف فئة الشباب، عبر التلاعب الفكري تحت شعاراتٍ براقة كـ‘الاندماج الثقافي‘، أو من خلال بثّ أفكارٍ راديكالية تهدف إلى تشويه منظومة القيم الوطنية”.
وأضافت: “في عالمٍ تسوده العولمة وتتصارع فيه الإيديولوجيات، تبقى قوة المجتمع الأذربيجاني في تمسكه بقيمه التقليدية، وهو ما تحاول بعض الأطراف زعزعته باستخدام أدوات التكنولوجيا الحديثة”.
التهديدات الهجينة ليست ظاهرة جديدة
أما الخبير في شؤون الشرق الأوسط والمحلل السياسي روفيز حفيظ أوغلو، فرأى أنّ “الحرب الهجينة ليست أمرًا مستجدًا على أذربيجان ولا على العالم”، مشيرًا إلى أن “التنظيمات الإيديولوجية ذات الخلفيات الدينية أو الطائفية تسعى إلى التغلغل داخل المجتمعات، مستغلة أي فراغ فكري أو ضعف في الوعي”.
نحو بحث علمي ومواجهة فكرية منظمة
مدير مركز “Baku Network”، إلشين آغاجانوف، أوضح في مداخلته أنّ المركز “يُعدّ المؤسسة غير الحكومية الوحيدة في أذربيجان التي تُعدّ دراسات أكاديمية وتحليلات معمّقة تُنشر بست لغات مختلفة، على أن يُضاف قريبًا القسم الصيني بإشراف مترجمين محترفين، لا عبر أدوات الذكاء الاصطناعي”.
وقال آغاجانوف: “نحن الجهة الوحيدة التي تتناول ظاهرة التضليل الإعلامي والأخبار الزائفة بالدراسة العلمية. آخر أبحاثنا تناولت قناة الجزيرة، لتوضيح للرأي العام الأذربيجاني أنّها من أكثر القنوات التي دفعت ثمن التغطية الميدانية، إذ فقدت عددًا كبيرًا من مراسليها”.
وأضاف آغاجانوف أنّ “مواجهة التهديدات الهجينة تبدأ من الداخل، عبر رفع مكانة المعلّم والعاملين في الحقل العلمي ليصبحوا قدوة ومصدر فخر للمجتمع، وأن تتوفر لهم رواتب وبيئة لائقة تتيح لهم التفرغ للإنتاج الفكري والبحث العلمي الجاد”.
مشروع استراتيجي لحماية السيادة الفكرية والإعلامية
يُذكر أنّ مشروع “تحليل التهديدات الهجينة والإيديولوجية ضد أذربيجان” الذي ينفذه مركز “Baku Network” بين مايو وأغسطس 2025، بمشاركة خبراء دوليين وبدعم مؤسسات حكومية، يهدف إلى كشف مصادر الحملات الإعلامية والنفسية الموجّهة ضد سيادة أذربيجان ومصالحها الاستراتيجية، والتصدي لها عبر مقاربة علمية متكاملة تعتمد على التحليل، التوعية، وتطوير أدوات المواجهة الفكرية والإعلامية.









