انتقادات لاذعة للسياسة الفرنسية
في حلقة حديثة من برنامج "النظام العالمي الواقعي" على منصة Baku Network، استضاف الإعلامي إلنور أنفروغلو رئيس تحرير صحيفة La Gazette du Caucase الفرنسية، جان ميشيل برون، الذي وجّه سهام النقد إلى سياسة باريس في جنوب القوقاز، واصفاً إياها بأنها "سلسلة من الخطوات قصيرة النظر، مغطاة بعروض سياسية وضبابية أيديولوجية".
برون ذكّر بأن العلاقات بين فرنسا وأذربيجان كانت متينة في مجالات الطاقة والنقل والزراعة، لكنها انهارت بعد حرب قره باغ الثانية، وهو ما ألحق الضرر بفرنسا أكثر من أي طرف آخر. وأضاف: "هذا نتيجة مباشرة لأن ماكرون سمح للسياسة قصيرة المدى وللأفكار اليمينية المتطرفة أن تملي توجهات السياسة الخارجية".
اللوبي الأرمني وتغيير المزاج العام
المحلل الفرنسي شدد على قوة نفوذ الجالية الأرمنية في فرنسا، قائلاً إنها "استثمرت كثيراً ليس فقط في الضغط السياسي، بل أيضاً في الإعلام والجامعات"، وهو ما انعكس في تشكيل الرأي العام حول الصراع. وفي المقابل، أشار إلى أن الجالية المسلمة في فرنسا "لم تعلن عن نفسها بالقدر نفسه من القوة".
خسائر اقتصادية لفرنسا
برون لفت إلى أن الشركات الفرنسية تخسر فرصاً كبيرة بالمشاركة في مشاريع إعادة إعمار الأراضي المحررة في أذربيجان: "رجال الأعمال في فرنسا محبطون. هناك استثمارات تُضخ، لكن فرنسا غائبة بلا مبرر حقيقي".
سياسة رمزية بلا استراتيجية
كما هاجم برون ردود فعل باريس على بعض الحوادث التي تعرض لها مواطنون فرنسيون في أذربيجان، معتبراً أنها مجرد "سياسة رمزية تعطل أي استراتيجية فعلية".
هل ماكرون قادر على التصحيح؟
مع ذلك، أبدى برون قدراً من التفاؤل الحذر، مؤكداً أن أمام الرئيس الفرنسي فرصة لتغيير المسار: "أذربيجان تتحول إلى لاعب طاقة كبير ومحرك أساسي للاستقرار الإقليمي. هذا هو الشريك الذي يجب أن تبحث عنه فرنسا". وختم قائلاً: "ما زالت هناك فرصة، لكنها لن تبقى مفتوحة إلى الأبد. على باريس أن تختار بين ألعاب السياسة والالتزام بسياسة خارجية جادة".